ما هو تأثير القهوة على داء السكري؟

ما هو تأثير القهوة على داء السكري؟

1880 مشاهدة

القهوة وداء السكري

قديمًا، كان يتم تصنيف القهوة على أنها أحد المشروبات المضرة بالصحة. لكن مؤخرًا، بدأ ظهور متزايد للأدلة على أن القهوة تساهم في الحماية من أنواع معينة من أمراض السرطان وأمراض الكبد والاكتئاب ومرض باركنسون. وظهر في أحد الأبحاث، أن زيادة تناول القهوة قد يقلل من خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري. تبدو هذه أخبار جيّد بالنسبة لأولئك الذين لا يمكنهم بدء يومهم قبل شرب كوب من القهوة. أما بالنسبة لأولئك الذين لديهم بالفعل مرض السكري من النوع الثاني، فللأسف! فقد يكون للقهوة تأثيرات عكسية ضارّة.

سواء أكنت تحاول تقليل خطر الإصابة لديك، أو كنت مصابًا بمرض السكري، أو من أولائك الذين لا يستطيعون الحياة بدون القهوة، تعرّف على تأثيرات القهوة على مرض السكري.

 

ما هو داء السكري؟

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية{1}، فإن داء السكري هو مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للإنسولين الذي ينتجه. والإنسولين هو هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم. ويُعد فرط سكر الدم أو ارتفاع مستوى السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحدث جرّاء عدم السيطرة على داء السكري، ويؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية.

داء السكري من النمط 1:
يتسم داء السكري من النمط 1 (الذي كان يُعرف سابقاً باسم داء السكري المعتمد على الإنسولين أو داء السكري الذي يبدأ في مرحلة الشباب أو الطفولة) بنقص إنتاج الإنسولين، ويقتضي تعاطي الإنسولين يومياً3. ولا يُعرف سبب داء السكري من النمط 1، ولا يمكن الوقاية منه باستخدام المعارف الحالية.

وتشمل أعراض هذا الداء فرط التبوّل، والعطش، والجوع المستمر، وفقدان الوزن، والتغيرات في البصر، والإحساس بالتعب. وقد تظهر هذه الأعراض فجأة.

داء السكري من النمط 2:
يحدث هذا النمط (الذي كان يُسمى سابقاً داء السكري غير المعتمد على الإنسولين أو داء السكري الذي يظهر في مرحلة الكهولة) بسبب عدم فعالية استخدام الجسم للإنسولين3. وتحدث في معظمها نتيجة لفرط الوزن والخمول البدني.

وقد تكون أعراض هذا النمط مماثلة لأعراض النمط 1، ولكنها قد تكون أقل وضوحاً في كثير من الأحيان. ولذا فقد يُشخّص الداء بعد مرور عدة أعوام على بدء الأعراض، أي بعد حدوث المضاعفات.

وهذا النمط من داء السكري لم يكن يُصادف إلا في البالغين حتى وقت قريب، ولكنه يحدث الآن في صفوف الأطفال أيضاً.

داء السكري الحملي:
السكر الحملي هو فرط سكر الدم الذي تزيد فيه قيم كلوكوز الدم على المستوى الطبيعي، دون أن تصل إلى المستوى اللازم لتشخيص داء السكري، ويحدث ذلك أثناء الحمل4. والنساء المصابات بالسكر الحملي أكثر تعرضاً لاحتمالات حدوث مضاعفات الحمل والولادة، كما أنهن وأطفالهن أكثر تعرضاً لاحتمالات الإصابة بداء السكري من النمط 2 في المستقبل.

ويُشخّص داء السكري الحملي عن طريق التحري السابق للولادة، لا عن طريق الأعراض المبلغ عنها.

 

القهوة كوسيلة وقاية من داء السكري

تختلف الفوائد الصحية للقهوة لمرض السكري من حالة إلى أخرى. وقد أسهمت دراسة نشرت على مجلة “Diabetologia” عن توليد نقاش مطوّل حول هذا الموضوع{2}.

وتتبع باحثون من جامعة هارفارد أكثر من 100 ألف شخص لحوالي 20 عامًا. ركزوا على فترة أربع سنوات، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين زادوا من تناول القهوة بأكثر من كوب واحد في اليوم كانوا أقل عرضة بنسبة 11% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. أما بالنسبة الأشخاص الذين خفضوا من تناول القهوة بمقدار كوب واحد في اليوم، فقد زاد لديهم خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 17%. بينما لم يكن هناك اختلاف بالنسبة للذين يشربون الشاي.

ليس من الواضح سبب وجود هذا التأثير لدى القهوة على تطوير مرض السكري، قد لا يكون الكافيين مسؤولا عن هذا. في الحقيقة، تبيّن أن الكافيين يساهم في زيادة مستويات الجلوكوز والأنسولين على المدى القصير.

 

تأثير القهوة على الجلوكوز والأنسولين

أظهرت دراسة نُشرت عام 2004 على “Diabetes Care” أن جرعة من الكافيين قبل تناول الطعام تؤدي إلى ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم بعد تناول الطعام لدى مرضى السكري من النوع الثاني. كما أظهرت زيادة في مقاومة الانسولين. من جهة أخرى، وفي حين أنه يمكن أن يكون مفيدا في حماية الناس ضد مرض السكري، فإنه قد يفرض مخاطر على الأشخاص الذين لديهم بالفعل مرض السكري من النوع الثاني.

هناك الكثير من المكونات في القهوة غير الكافيين، والتي قد يكون بعضها مسؤولًا عن هذا التأثير الوقائي الذي ظهر في الدراسة المذكورة سابقًا. ومن المحتمل أنه قد يكون شرب القهوة على مدى فترة طويلة من الزمن يؤدي إلى تغيّر تأثيرها على الجلوكوز وحساسية الانسولين، وبالتالي قد يكون سبب هذا التأثير الوقائي هو نتيجة استهلاك القهوة على المدى الطويل.

دراسة أخرى أجريت عام 2004{3} عن تأثير شرب القهوة على “المدى المتوسط” على الأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري والذين كانوا إما يشربون 1 ليتر من القهوة في اليوم، أو الذين امتنعوا عن شربها، لمدة أربعة أسابيع. في نهاية الدراسة، كان لدى أولئك الذين تناولوا كميات أكبر من القهوة، كميات أكبر من الأنسولين في دمائهم. فإذا كنت مصابًا بداء السكري من النوع الثاني، تذكّر أن الجسم يحاول زيادة كمية الأنسولين لإزالة السكر من مجرى الدم. وأن التأثير الذي لوحظ عن استهلاك القهوة على المدى الطويل يستغرق وقتا أطول من أربعة أسابيع.

هناك اختلاف واضح في كيفية استجابة الأشخاص المصابين بداء السكري والأشخاص غير المصابين بالسكري للقهوة والكافيين. وقد أجرت جامعة “Duke” دراسة على مجموعة من مصابي داء السكري من النوع الثاني ممن يشربون القهوة بشكل اعتيادي مع المراقبة المستمر لنسبة السكر في الدم أثناء القيام بالأنشطة اليومية. فتبين أنه خلال النهار، وبعد شرب القهوة مباشرة، ترتفع نسبة السكر في الدم. وظهر أن نسبة السكر في الدم ارتفعت أكثر في الأيام التي شربوا فيها القهوة مقارنة بالأيام التي لم يشربوا فيها. لذا، يجدر الإشارة هنا إلى أن القهوة قد تكون واقية بالنسبة للأشخاص الذين لم يصابوا بداء السكري، ولكن قد يكون الكافيين خطيرًا إذا كنت مصابًا بالنوع الثاني من داء السكري.

 

فوائد صحية أخرى للقهوة

هناك فوائد صحية أخرى من شرب القهوة. فوفقا لـ “Mayo Clinic“، تميل الدراسات السابقة إلى عدم الأخذ في الاعتبار عوامل الخطر الأخرى التي قد يواجهها شاربي القهوة عند إجراء الدراسة. وقد أظهرت الدراسات الجديدة بعد مراعاة مراقبة عوامل خطر الإصابة بأمراض مختلفة، الفوائد الأخرى للقهوة. وتشمل هذه الفوائد، الحماية ضد عدة أمراض خطيرة هي:

  • مرض باركنسون (شلل الرعاش)
  • أمرض الكبد (بما في ذلك سرطان الكبد)
  • النقرس
  • مرض الزهايمر
  • حصى المرارة
  • داء السكري من النوع الثاني

وأظهرت هذه الدراسات أيضا أن القهوة تقلل من خطر الاكتئاب وزيادة القدرة على التركيز والتفكير بوضوح.

 

القهوة مع المكونات المضافة

قد تكون القهوة أكثر شعبية من أي وقت مضى، بالإضافة أدلة متزايدة على أنها تساعد في الوقاية من مرض السكري. لكن شربها على أساس منتظم ليس أفضل طريقة لعلاج مرض السكري.
إذا كنت لا تعاني من مرض السكري ولكنك قلق بشأن تطوره، فاحرص على زيادة كمية القهوة التي تتناولها. مع الأخذ بعين الاعتبار أن التأثير الإيجابي للقهوة يكون في شكلها النقي. بينما يختلف هذا التأثير كليًا عند مزج القهوة مع مكونات أخرى كالمحليات المضافة ومنتجات الحليب.

تحوي المشروبات الكريمية والسكرية اللذيذة التي تقدّم في المقاهي على الكربوهيدرات الغير صحية، كما ترتفع فيها كمية السعرات الحرارية بدرجة عالية. مما يؤدي إلى خسارة الكثير من الفوائد الصحية والوقائية للقهوة. ينطبق هذا على السكر المحلى سواء كان طبيعيًا أو صناعيًا، وأي نوع من المحليات الأخرى. فبمجرد إضافة المحليات -طبيعية أو صناعية- تفقد القهوة فوائدها، خصوصًا في مكافحة داء السكري من النوع الثاني. في الواقع، من المحتمل أن تزيد هذه الإضافات من خطر الاصابة بمرض السكري.

 

نصيحة

حاول دائمًا التخفيف من كمية السكر والدهون التي تتناولها مع قهوتك. وفي حال كنت تعاني من داء السكري من النوع الثاني، تحدّث مع طبيبك عن النظام الغذائي وخيارات التمارين وعن التأثيرات التي قد يسببها شرب القهوة.

 

  1. تقرير منظمة الصحة العالمية عن داء السكري[]
  2. Changes in coffee intake and subsequent risk of type 2 diabetes: three large cohorts of US men and women[]
  3. Effects of Coffee Consumption on Fasting Blood Glucose and Insulin Concentrations[]
شارك هذه الصفحة مع أصدقاءك

اترك تعليقًا

Your email address will not be published.

السابق

ماهي الحمضية؟

التالي

5 مصطلحات من عالم القهوة تستخدم بشكل خاطئ