Taxonomy

633 مشاهدة

Taxonomy: التصنيف أو علم التصنيف. و”Taxonomy” مصطلح مشتق من اللغة الإغریقیة ومكوّن من “Taxo” بمعنى ترتیب و”nemos” بمعنى قانون، فيصبح المعنى الكامل “قانون الترتيب”. والتصنيف هو علم يُعنى بتسمية وتعريف وتصنيف كل المخلوقات الحية، ويرتبط بشكل وثيق بما يسمى “التصنيف العلمي للأحياء”. 

يتمثل الهدف النهائي من علم التصنيف في تبسيط العلاقات بين المخلوقات الحية -الموجودة والمنقرضة على حد سواء- وفهرستها منطقيًا، وربط كل الكائنات الحية بسلف واحد. وقد تم تطويره من قبل عالم النبات السويدي كارل لينيوس، الذي عاش خلال القرن الثامن عشر، ولا يزال نظام التصنيف الخاص به مستخدمًا حتى اليوم.

واخترع لينيوس نظام “التسمية الثنائية” (Binomial Nomenclature)، وهو نظام لتسمية أنواع الكائنات الحية عن طريق إعطاء كل كائن حي اسم علمي مكوّن من مقطعين، الأول يدل على جنسه والثاني يدل على نوعه،{1} كما في الاسم العلمي للإنسان “Homo sapiens” (الإنسان العاقل).{2}  وقام لينيوس أيضًا بتطوير نظام تصنيف يسمى “التسلسل الهرمي التصنيفي” (Taxonomic Hierarchy)، وهو تسلسل يضم فئات هرمية مختلفة تتحول تدريجياً من كونها واسعة للغاية وتشتمل على العديد من الكائنات الحية المختلفة إلى صغيرة ومحدودة وخاصة بأنواع مفردة ومحددة. وتنقسم فئات التسلسل الهرمي التصنيفي اليوم إلى 8 أقسام رئيسية سنذكرها بشكل ملخص. 

وهنا، نود الإشارة إلى أن علم التصنيف الأحياء هو علم واسع جدًا ومتجدد، وهنالك العديد من المجلدات الضخمة التي تتحدث عنه، وما نقدمه هنا ليس إلا محاولة صغيرة لتلخيص مفهومه الأساسي لمساعدة المهتمين بعالم القهوة على فهم سلالات القهوة وأنواعها. كما أضفنا بعض المراجع ليتسنى للقارئ الاستزادة منها بشكل موسع.   

 

التسلسل الهرمي التصنيفي للأحياء

Domain:

النطاق هو أعلى تصنيف (الأكثر عمومية) للكائنات الحية، وهو تصنيف جديد نسبيًا، أدخله كارل وويس في عام 1977، لكن لم يُستخدم حتى عام 1990، أي بعد أكثر من 250 عامًا من تطوير لينيوس لنظام التصنيف الخاص به في عام 1735. ويُقسِّم تصنيف النطاق الحياة إلى 3 نطاقات أساسية هي:

أ- البكتيريا أو الجراثيم: هي كائنات حية دقيقة ووحيدة الخلية، تتجمع مع بعضها البعض وتأخذ أشكالاً متعددة مثل عقد أو سبحة فتسمى مكورات عقدية، أو على شكل عنقود فتسمى مكورات عنقودية. تتراوح أبعاد البكتريا في الغالب بين 0.5 – 5 ميكرومتر، إلا أن التنوع الواسع للبكتيريا يمكن أن يظهر تعددًا كبيرًا لأشكالها.

وتعد البكتيريا من أولى أشكال الحياة التي ظهرت على سطح الأرض، كما أنها موجودة في معظم المواطن على هذا الكوكب، وتستوطن التربة والماء وينابيع المياه الحارة الحمضية والكبريتية والأجزاء العميقة من القشرة الأرضية، وتعيش أيضًا في النباتات والحيوانات. 

ب- العتائق: وتسمى أيضًا البَدْئِيَات أو البكتيريا القديمة أو الأصليات، وهي كائنات وحيدة الخلية تتشابه مع البكتيريا في كونهما ذواتا خلية حيوية بدائية، وفي الحجم والشكل أحيانًا. ويعيش بعض العتائق في بيئات قاسية، بينما يعيش البعض الآخر في بيئات معتدلة.

ج- حقيقيات النوى: هي كل كائن حي على كوكب الأرض ليس من البكتيريا أو العتائق مثل النباتات، والحيوانات، والفطريات. وهي ذات بنية خلوية معقدة، تتميز بأن المادة الجينية فيها تكون محصورة ضمن النواة المغلفة بغشاء. وتكون عصيانها محاطة بأغشية.

Kingdom

المملكة هي ثاني أعلى مرتبة تصنيفية أساسية بعد النطاق في علم الأحياء، وتنقسم الممالك إلى مجموعات أصغر تسمى ممالك فرعية (Subkingdom). وقبل إدخال تصنيف “النطاق”، كانت المملكة أعلى مرتبة تصنيفية للكائنات الحية، ففي الماضي، كانت الممالك المختلفة هي: الحيوانات، والنباتات، والفطريات، والطلائعيات، والبكتيريا. إلا أن البيانات الجينية الجديدة ساعدت في اكتشاف أن بعض الطلائعيات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحيوانات والنباتات والفطريات أكثر من ارتباطها بالطلائعيات الأخرى. وقد أدى ذلك إلى خلاف بين الباحثين وتخلي بعضهم عنها تمامًا. وفي عام 2015 اقترح باحثون تقسيم مملكة الطلائعيات إلى مملكتي الأوليات والطلائعيات الصبغية. 

Phylum

تعد “الشعبة” (أو الفرقة “Division” في بعض قواميس علم النبات) تصنيفًا واسعًا للغاية، إلا أنها تقسّم الممالك إلى مجموعات متعددة. ويعتمد التصنيف داخل الشعبة على الهيئة الداخلية للكائن لا على شكله الخارجي؛ فظهرت الحاجة إلى إضافة تصنيف أعلى يسمى شعبة عليا (Superphylum) أو فرقة عليا (Superdivision)، إضافةً إلى تصنيفات أصغر هي: شعيبة أو كتيبة (Subdivision/Subphylum)، وشعبة فرعية، وشعبة دقيقة.

تحتوي المملكة الحيوانية على حوالي 35 شعبة، كما تحتوي المملكة النباتية على 12 شعبة، من بينها شعبة “نباتات الأرض” والتي تعرف النباتات الجينية (Embryophyta)، وهي أحد أصول نبتة القهوة.

Class

الطائفة هي التصنيف الأكثر عمومية في اقتراح “لينيوس” لتطوير التسلسل الهرمي التصنيفي؛ نظرًا لأن تصنيف الشعبة لم يتم استخدامه قبل القرن التاسع عشر، فكانت مملكة الحيوانات على سبيل المثال تنقسم إلى 108 طوائف مختلفة بما في ذلك الثدييات والطيور والزواحف من بين فئات أخرى كثيرة. وعلى الرغم من إضافة تصنيف “الشعبة” قبل تصنيف “الطائفة”، إلا أن طوائف الحيوان التي اقترحها “لينيوس” مازالت تتشابه مع تلك المستخدمة في عصرنا الحالي. وعلى العكس فيما يخص طوائف النباتات، والتي كان “لينيوس” يستند في فرزها على سماتها الخاصة كترتيب الأزهار بدلًا من الارتباط الجيني، لا تتشابه مع طوائف النباتات المستخدمة اليوم، كما قلّ كثيرًا استخدام تصنيف “الطائفة” في علم النباتات الحديث.

ومع تطور الأبحاث أضيف تصنيف “الصف” (Superclass) كتصنيف أعلى للطائفة، وتصنيف “الطويئفة” (Subclass) كتصنيف أقل؛ لفرز أفضل في ترتيب الأحياء. 

Order

بعد الانتهاء من تصنيف الأحياء ضمن طوائف، تُرتّب ضمن “رُتب” محددة تساعد على فهمها بشكل أدق، وقد تم تقسيم “الرتبة” إلى رتبة ضخمة ورتبة عليا وهما أعلى من الرتبة بالإضافة إلى رتيبة، ودون رتبة، ورتبة صغرى وهن أقل من الرتبة؛ فشجرة القهوة تنتمي إلى رتبة الجنطيانيات (Gentianales) والتي تتبع للنجمونات (Asteranae) من الرتبة العليا وتنتمي لطائفة ثنائيات الفلقة (Magnoliopsida).

Family

“الفصيلة” بدورها أكثر تحديدًا، فهي تشمل عددًا من أجناس الكائنات الحية ذات الأصل المشترك بعد ترتيبها، ففي مملكة الحيوان على سبيل المثال، تعد الكلبيات والسنوريات من رتبة آكلي اللحوم. ولكل فصيلة من فصائل الكائنات الحية تصنيف أقل هو “الأسرة” (Subfamily) والتي تتفرع منها “القبائل” (Tribe). وهكذا تنحدر القهوة من القبيلة البناوية (Coffeeae) لأسرة الإكسوراوات (Ixoroideae) التابعة للفصيلة الفَويّة (Rubiaceae) ضمن رتبة الجنطيانيات (Gentianales).

Genus

“الجنس” تصنيف مهم جدًا في دراسة الأحياء فهو أكثر تحديدًا من الأسرة والفصيلة، ويمثل الأنواع المرتبطة بأسلافهم والمتميزة عن الأجناس الأخرى. وتأتي أهميته الثانية لدوره الأساسي في نظام التسمية الثنائية، حيث يستخدم جنس الكائن في المقطع الأول من اسمه العلمي والذي يشتمل على الجنس والنوع.

Species

“الأنواع” هي الفئة التصنيفية الرئيسية الأكثر تحديدًا. ترتبط بشكل أساسي بالكائنات الحية ذات التكاثر الجنسي (كالنباتات العليا، مثل القهوة)، وتتكون الأنواع من أفراد يمكن لهم أن يتكاثروا مع بعضهم البعض لإنتاج ذرية قابلة للحياة. ويُقدر عدد الأنواع على كوكب الأرض بنحو 8.7 مليون نوع مختلف من الكائنات الحية، إلا أن الغالبية العظمى منها لم يتم اكتشافها وتصنيفها بعد.

تقسم الأنواع في بعض الأحيان إلى أنواع فرعية (Subspecies) نظرًا لتنوّع أشكالها، إلا أن هذا لاينطبق على كل الأنواع، فهنالك أنواع عديدة لا ينتج عنها أشكال متعددة ومختلفة بما يكفي لتسميتها أنواع فرعية. 

ويختلف “النوع” عن جميع فئات تصنيف الأحياء بطريقة كتابة اسمه العلمي، فلا يبدأ بحرف كبير كباقي فئات التصنيف الرئيسية؛ ليسمح للقارئ بالتمييز بين النوع والفئات التصنيفية الأخرى في حال تشابه الأسماء، فمصطلح “bacteria” على سبيل المثال، قد يشير إلى نوع أو نوعين من بكتيريا محددة، بينما يشير مصطلح “Bacteria” إلى نطاق البكتيريا بشكل عام. وفي المقالات العلمية حيث يتم استخدام اسم النوع عدة مرات، يتم اختصار الاسم العلمي للنوع بعد أول استخدام كامل له، وذلك بكتابة الحرف الأول فقط من اسم الجنس مع اسم النوع الكامل، كما في أسماء أنواع القهوة مثل “Coffea arabica”؛ فعند الحاجة إلى تكراره يُكتفى بكتابته على هذا النحو “C. arabica”.

 

التصنيف العلمي لشجرة البن

تعتبر شجرة البن جزءًا من شعبة عليا للنباتات الجينية تُعرف علميًا باسم “Angiosperm” أو “Angiospermae” أي كاسيات البذور، مما يعني أن النبات يتكاثر بالبذور الموجودة في حجرة تشبه الصندوق، وهي المبيض، في قاعدة الزهرة. وتنتمي القهوة لأسرة الإكسوراوات (Ixoroideae) المنحدرة عن الفصيلة الفَويّة (Rubiaceae) النباتية والتي تضم حوالي 500 جنس وأكثر من 6000 نوع.

ويعد التصنيف الحالي لجنس “.Coffea L” ناتج عن اندماج حديث من عدة أجناس فرعية.{3} {4}  ووفقًا لـ “J. F. Leroy” و “D. M. Bridson” يوجد جنسان في فصيلة “Rubiaceae” هما “.Coffea L” و “.Psilanthus Hook.f” (جنس أسترالي)،{5} {6} كما تم تقسيم جنس “.Coffea L إلى جنسين فرعيين:  Coffea و “Baracoffea”. إلا أنه وبعد الدراسات المورفولوجية والجزيئية على التوالي،{7}{8} خلصت المجموعة إلى أن العلاقة الشقيقة بين كلا الجنسين الفرعيين غير مرجحة إلى حد كبير ولا يمكن الدفاع عنها.{9}{10}  لاحقًا، وبالإستناد إلى تحليل نسبي إضافي (باستخدام البيانات الجزيئية والمورفولوجية)، تم دمج الأجناس الأساسية والفرعية في جنس واحد،{11} وهو جنس القهوة الحالي والمعروف بـ جنس Coffea” والذي يعد إلى حد بعيد العضو الأكثر أهمية اقتصاديًا في الفصيلة الفَويّة .{12}

وفيمايلي الترتيب الهرمي التسلسي للتصنيف العلمي لشجرة البن:{13}{14}

  • النطاق:
    حقيقيات النوى (Eukaryote)
  • المملكة:
    النباتات (Plantae)
  • المملكة الفرعية (Subkingdom):
    النباتات الجينية (Embryophytes)
  • الشعبة العليا/الفرقة العليا (Superdivision):
    نباتات مزهرة/كاسيات البذور (Angiospermae/Magnoliophyta)
  • الشعبة/الفرقة (Division):
    حقيقيات الأوراق (Euphyllophytina)
  • الشعيبة/الكتيبة (Subdivision):
    البذريات (Spermatopsida)
  • الطائفة (Class):
    ثنائيات الفلقة (Magnoliopsida)
  • الطويئفة (Subclass):
    النجميانيات (Asteridae)
  • الرتبة العليا (Superorder):
    النجمونات (Asteranae)
  • الرتبة (Order):
    الجنطيانيات (Gentianales)
  • الفصيلة (Family):
    الفَويّة (Rubiaceae)
  • الأسرة (subfamily):
    الإكسوراوات (Ixoroideae)
  • القبيلة (Tribe):
    بناوية (Coffeeae)
  • الجنس (Genus):
    بُن (.Coffea L)
  • النوع(Species):
    أرابيكا (.Coffea arabica L)/روبوستا (Coffea canephora)…
  • الصنف/السلالة (Variety):
    بوربون (Bourbon)/تيمور (Timor Hybrid)…

 

 

  1. راجع تعريف التسمية الثنائية على موقع biologydictionary.net[]
  2. راجع تعريف الإنسان العاقل على ويكيبيديا[]
  3. A. Farah and T. S. Ferreira , Coffee in Health and Disease Prevention , V. R. PreedyAcademic Press is an imprint of Elsevier, USA, 2015, vol. vol. 1, p. 5[]
  4. S. Krishnan , T. A. Ranker , A. P. Davis and J.-J. Rakotomalala , Acta Hortic., 2015, 1101 , 15[]
  5. J. F. Leroy C. R. Hebd. Séances. Acad. Sci., 1967, 265 , 1043[]
  6. D. M. Bridson Kew. Bull., 1982, 36 , 817[]
  7. A. P. Davis , D. Brisdom and F. Rakotonasolo , A Festschrift for William G. D’Arcy: The Legacy of a Taxonomist , R. Keating, V. Hollowell and T. Croat, Missouri Botanical Garden, St. Louis, 2005, p. 399[]
  8. O. Maurin , A. P. Davis , M. Chester , E. F. Mvungi , Y. Jaufeerally-Fakim and M. F. Fay , Ann. Bot., 2007, 100 , 1565[]
  9. A. P. Davis and F. Rakotonasolo , Bot. J. Linn. Soc., 2008, 158 , 355[]
  10. M. D. Nowak , A. P. Davis and A. D. Yoder , Syst. Bot., 2012, 37 , 995[]
  11. A. P. Davis , J. Tosh , N. Ruch and M. F. Fay , Bot. J. Linn. Soc., 2011, 167 , 357[]
  12. Farah, A., 2019. Coffee: Production, Quality And Chemistry. Royal Society of Chemistry.[]
  13. إقرأ المزيد عن تصنيفات النبات على ويكيبيديا[]
  14. إقرأ المزيد عن الأسماء العلمية المسجلة للنباتات على موقع The Plant List[]

شارك هذه الصفحة مع أصدقاءك
السابق

Genus

التالي

Peaberry