مصطلحات القهوة: ما معنى "القوام - Body" و "الوضوح - Clarity"؟

مصطلحات القهوة: ما معنى “القوام – Body” و “الوضوح – Clarity”؟

2791 مشاهدة
اقرأ هذا المقال بتأني، وستكون على دراية وفهم للقهوة أكثر من 98 % من شاربيها. (و أكثر من 60 % من العاملين في مجال التحميص)
لكل عالَم لغته، ولكل لغة مصطلحاتها الخاصة التي تساعدك على التواصل في هذا العالم، أحد أهم الأشياء التي يُمكنك تعلّمها وفهمها لمساعدتك في رحلتك في عالم القهوة، والذي يسبب اللغط والارتباك لدى العديد من الناس، هو الفرق بين “القوام – Body” و “الوضوح – Clarity”. ويعود سبب هذا التشتت باستخدام هذين المصطلحين إلى عدم فهم آلية تأثيرهما في القهوة.

كإجابة سريعة على عنوان هذا المقال: “القوام – Body” هو سماكة شراب القهوة (سماكة السائل) و”الوضوح “Clarity – (يقصد به وضوح النكهة) هو القدرة على معرفة النكهات في القهوة وتمييزها. ويعد هذان المصطلحان عاملين رئيسين مرتبطين بطريقة تحضير القهوة وأسلوب تحميصها.

عندما يتعلق الأمر باختيار طريقة تحضير القهوة، فمن المفيد أن تعرف ما الذي يمنح قهوتك قوامًا جيدًا ووضوحًا بارزًا؟ فمثلًا، يختلف طعم القهوة عند تحضيرها بطريقة الفرنش بريس عن طعمها بالـكيمكس حتى لو كانت جميع المقادير واحدة، وهذا ما يصعب فهمه قبل التجربة الفعلية للطرق المختلفة في تحضير القهوة.

 

ما هو “القوام – Body” وما هو “الوضوح – Clarity”

“القوام – Body

هو سماكة المشروب السائل للقهوة وخصائصه التقنية، ويتكون من المواد الصلبة الذائبة والجسيمات الدقيقة التي تتكون عند تخمير القهوة، هذه الجسيمات تثري القهوة بملمس سميك، وهو ما يعرف بشكل شائع بين الناس بوصفهم للقهوة بـ “قهوة خفيفة/ ثقيلة”.

وهناك مصطلحات أخرى شائعة في عالم القهوة تستخدم في وصف “القوام – Body” وهي:

Thick, full, rich, good mouthfeel, full-bodied

ومن طرق تحضير القهوة التي ينتج عنها قوام بارز: القهوة التركية، الفرنش برس، والفلترة/الترشيح باستخدام الفلتر المعدني.

صورة عن 3 درجات للقوام.

“الوضوح – Clarity”

هو القدرة على تمييز النكهات المختلفة في القهوة، مع خلوها من حبيبات البن المطحونة التي قد تتسرب خلال عملية الفلترة/ الترشيح عند تخمير القهوة.

وعادةً ما تستخدم المصطلحات التالية في وصف “الوضوح – Clarity”:

Clean, Complex, Flavor

وتعد طرق التحضير مثل السايفن، الإيروبرس، والكيمكس الأفضل للحصول على قهوة بوضوح قوي.

إن أسهل طريقة لفهم الفرق بين القوام والوضوح هي تحضير كوبين من القهوة باستخدام أداتي تحضير مختلفتين: الكوب الأول باستخدام أداة فرنش برس مثلًا، والثاني باستخدام هاريو V60، ستلاحظ أن القوام الناتج عن الفرنش برس ممتلئ أكثر وأسمك عن الناتج عن الـ V60، لكن قد يصعب عليك تمييز جمع النكهات في الكوب الأول. وفي المقابل، ستلاحظ أن الكوب الثاني أصفى في الطعم، مع وضوح نكهات أبرز، ما يجعلك تميّز بين النكهات المختلفة في الكوب بسهولة.

لا يعني ما سبق ذكره أن النكهات تزداد بازدياد الوضوح؛ فالجسيمات الذائبة التي تعطي القهوة قوامًا ممتلئًا هي التي تعطيها المذاق الغني والممتع، وبكل تأكيد يمكن تمييز جميع النكهات في القهوة ذات القوام الممتلئ -وحتى المحضّرة- دون استخدام فلتر، ففي جلسات تقييم القهوة مثلًا، تُحضَّر القهوة من خلال غمرها في الماء ودون استخدام فلتر.

 

الفرق بين القوام والوضوح

بعد أن عرَّفنا القوام والوضوح، قد تستغرب لماذا نتحدث عنهما معًا؟

الإجابة ببساطة هي لأنهما وجهان لعملة واحدة، لكن عندما يعود الأمر إلى طريقة تحضير القهوة، يمكنك الحصول على قهوة بقوام ممتلئ على حساب الوضوح، أو العكس. هذا لا يعني أنه لا يمكنك الحصول على قهوة بتوازن بين القوام والوضوح، فهناك عدة عوامل تؤثر بشكل كبير في هذا التوازن، كجودة حبوب البن وطريقة المعالجة والتحميص انتهاءً بمهارات التحضير، وهذا سبب آخر لتولي نوعية حبوب البن التي تشتريها أهمية كبرى.

وبالعودة إلى طريقة تصفية القهوة، تحتوي القهوة ذات القوام الممتلئ على الزيوت الغنية والمواد الصلبة (كحبيبات البن المطحون الناعمة) والجسيمات الذائبة والتي تنتج عن خلط القهوة بالماء. هذه الزيوت والجزيئات الدقيقة الغنية بالمواد والنكهات هي التي تلامس مناطق التذوّق في لسانك مع نسيج كامل وسميك، ما يؤدي إلى تعدد عناصر الإحساس والتذوق على اللسان. فمثلا، يسمح فلتر أداة الفرنش برس بمرور الكثير من هذه الزيوت إضافةً إلى بعض حبيبات البن المطحون، ما يمنحك قهوة بقوام ممتلئ. من جهة أخرى، عندما تُصفّى القهوة بشكل جيد تخسر تلك الزيوت والجزيئات الدقيقة، وبالتالي، يصبح من الأسهل على حاسة التذوّق في اللسان تمييز النكهات والخصائص المختلفة للقهوة كما هو الحال في أداة الكيمكس، حيث ينتج عن الفلتر الورقي السميك لهذه الأداة قهوة صافية وخالية من حبيبات البن المطحون الدقيقة والزيوت، ما يسمح للسانك بالتركيز بشكل أفضل على تذوّق النكهات.

إذًا، القوام في فنجان قهوة يأتي من الجسيمات السميكة، بينما يأتي الوضوح من إزالة تلك الجسيمات، لذلك كلما كان الفلتر أكثر سمكًا كلما زادت درجة الوضوح وانخفض مستوى القوام. وفي الجدول التالي توضيح بسيط عن الفروقات بين أداوت تحضير القهوة المختصة في القوام والوضوح.

نوع الفلتر أداة التحضير القوام الوضوح
بدون فلتر القهوة التركية
فلتر معدني فنرش برس
Able Kone
فلتر قماشي سايفن
كولد برو
فلتر ورقي ايروبرس
هاريو V60
كاليتا ويف
فلتر ورقي سميك كيمكس
صورة عن فروقات درجات القوام والوضوح بين أهم أدوات تحضير القهوة المختصة.

 

علاقة القوام والوضوح بنوعية حبوب القهوة

“القوام – Body

التحميص الداكن – Dark Roast:ينتج عن التحميص الداكن قهوة ذات قوام ممتلئ وغني، ويزداد بازدياد درجة التحميص، لكن في المقابل، يؤدي التحميص الداكن إلى حرق النكهات الطبيعية الموجودة في القهوة وبالتالي خسارتها، وتطغى النكهة المدخنة مع نكهة الشواء على القهوة (كما يحصل عند شي اللحم تقريبًا). وهذا ما يفضله بعض الناس للاستمتاع بقهوة ذات قوام ممتلئ وغني ومحسوس على اللسان.

القهوة الآسيوية: من المعروف أن نكهات القهوة المزروعة في المناطق الآسيوية تميل إلى أن تكون نكهات ترابية وعشبية، تبرز بشكل جيد مع القوام الممتلئ للقهوة؛ وهذا ما يجعلها مفضلة للتحضير بواسطة الفرنش أو أي أداة أخرى بفلتر ذي فتحات واسعة.

“الوضوح – Clarity”

التحميص الخفيف – Light Roast: تُبرز درجات التحميص الخفيفة النكهات الطبيعية للقهوة وتجعلها بقوام أخف وأكثر حمضية؛ لهذا السبب تستخدم درجات التحميص الخفيفة في محامص القهوة المختصة لإبراز نكهات القهوة ووضوح المذاق.

القهوة الأفريقية: تُعد القهوة المزروعة في إفريقيا من ألذ أنواع القهوة المنتجة في العالم، وتتميز بالنكهات الحامضية كالتوت والكرز والعنب… وغيرها. كما تُصنّف على أنها من أكثر أنواع القهوة وضوحًا في المذاق، يبرز مذاقها الرائع -الإثيوبية والكينية خصوصًا- بالتحضير بواسطة الكيمكس.

تجدر الإشارة إلى أن ما تحدثنا عنه سابقًا ما هو إلا قاعدة عامة، يمكنك بالتأكيد الاستمتاع بقهوة فاتحة اللون باستخدام الفرنش برس، فالأمر يعود لك ولتجربتك.

 

ما هو الأفضل؟

لا توجد إجابة عن هذا السؤال، كلاهما مختلف ومرتبط بخبرتك ومهاراتك بتذوّق القهوة، إضافةً إلى عوامل أخرى ذكرناها مسبقًا كنوع القهوة وغيرها. فضلًا عن أن لكل إنسان ذائقته الخاصة به وتفضيلاته في شرب القهوة.

وجود القوام الممتلئ في القهوة لا يعني أنّك لن تتذوّق نكهاتها، وأيضًا بروز النكهات مع صفاء القهوة من الجسيمات لا يعني أنّك لن تستمتع بملمس لطيف على اللسان.

في النهاية، مهما تحدثنا عن مفهوم “القوام والوضوح”، لن يقدم لك ذلك فكرة كافية دون تجاربك العملية في تحضير القهوة، وهنا أنصحك دائمًا بتجربة طريقتين مختلفتين على الأقل لتحضير القهوة -خصوصًا عند شرائك لنوع جديد- عندها تستطيع أن تقرر أيهما الأفضل.

 

 

شارك هذه الصفحة مع أصدقاءك

اترك تعليقًا

Your email address will not be published.

السابق

المذاق المر في القهوة

التالي

ما هي البايبيري “Peaberry”؟